تاريخ زراعة الشعر

تاريخ زراعة الشعر

ما هي زراعة الشعر ؟

زراعة الشعر هي جراحة جلدية بسيطة يتم من خلالها نقل بصيلات الشعر من منطقة مانحة غزيرة بالشعر ( والتي غالبا ما تكون بمؤخرة الرأس والجانبين ) الى المناطق الاخرى التي تعاني من كثافة شعر منخفضة او صلع والتي عادة تكون مقدمة الرأس، أعلى الرأس، ومنطقة تاج الرأس، وكذلك الحواجب واللحية او الذقن . وفي بعض الحالات قد يستخدم شعر الجسم كشعر مانح ( خاصة في الحالات التي تقل فيها كثافة الشعر عن نسب معينة ) كشعر الصدر والارجل والابطين.

لكن التأريخ لعمليات زراعة الشعر كان في منتصف القرن الماضي حيث تم إجراء أول عملية زراعة شعر وذلك باستخدام شعر من الشخص نفسه وكانت في اليابان لأشخاص أصيبوا بحروق نتيجة الحرب العالمية الثانية ، ولكن حتى تلك البدايات لم توجد لها أية أدلة قطعية ولم يكن الاهتمام منصبا على توثيق هكذا عمليات .

تاريخ زراعة الشعر

تعود جذور جراحة زراعة الشعر لليابان في فترة الثلاثينات من القرن العشرين ، في عام 1939 قام الدكتور أوكودا بشرح مفصل لباكورة أعماله في زراعة الشعر لضحايا الحرائق .
في عام 1943 قام طبيب الجلدية تامورا بتحسين الاجراءات التي استخدمها دكتور أوكودا في جراحة زرع شعر لأنثى من مرضاه ، ومن المثير للاهتمام ان تقنيات دكتور تامورا الجراحية تشابه كثيرا التقنيات المستخدمة اليوم.
وقد طمرت انجازات كلا الطبيبين الجراحية في خضم أحداث الحرب العالمية الثانية، وظل التطور في هذا المجال متوقفا لمدة عقد كامل وغير معروف للطب الغربي نظرا لدور اليابان في الحرب . وبعد سنين من الحرب تم توثيق الكشف العلمي لهذه الجراحة ونشرها على مدى واسع .
في عام 1952 قام طبيب الجلدية نورمان في مدينة نيويورك باول عملية زراعة شعر في الولايات المتحدة الامريكية، وكانت الجراحة لزرع شعر لذكر يعاني من الصلع. بهذا أعاد الدكتور نورمان الكشف العلمي لجراحات زراعة الشعر في العصر الحديث .
وبعد سبع سنوات ، نشر دكتور نورمان ورقة بحثية عن زراعة الشعر في أكاديمية نيويورك للعلوم ، شرح فيها أسس اقتطاف الشعر موضحا على اساس علمي أن اكثر مناطق الرأس مقاومة للصلع هي مؤخرة الرأس وجانبي فروة الرأس .
وبحلول فترة الستينيات من القرن العشرين احتلت جراحات زراعة الشعر مكانها بين الجراحات التجميلية . لسوء الحظ عكست تقنيات دكتور نورمان الجراحية نتائج تقنيات دكتور أوكودا والتي لم تعطي نتائج ذات طابع جمالي بشكل مقبول على عكس طرق وتقنيات دكتور تامورا ذات النتائج الأكثر توفقا .
وبحلول فترة التسعينيات، خرجت جراحات زراعة الشعر للنور صانعة نتائج تبدو طبيعية أكثر مما سبق . وبتطوير التقنيات المختلفة لزراعة الشعر بالاقتطاف " follicular unit micro grafting " و " follicular unit transplantation " جعل زراعة الشعر عمليا يصعب ملاحظتها وقابلة للتطبيق لتعويض تساقط الشعر نتيجة لأي عوامل تقريبا .
ولا تزال الكثير من التجارب تحدث للمزيد من التطوير فالاكتشافات في هذا الميدان متتالية ، على أمل تحقيق المزيد من النجاح والراحة وعدم ترك أية آثار بعد عملية زراعة الشعر .